كيف تتجنب تهيّج البشرة بعد الحلاقة؟
الوصول السريع
بالنسبة للكثيرين، تُعد الحلاقة جزءاً ثابتاً من روتين العناية الشخصية، لكنها قد تترك البشرة حمراء أو متهيّجة أو مغطاة ببثور صغيرة. ويُعد تهيّج الحلاقة من أكثر مشكلات العناية بالبشرة شيوعاً بين الرجال والنساء، رغم أن القليلين يدركون أسبابه أو كيفية تجنّبه. ولكن الخبر الجيد هو أن التهيّج ليس أمراً محتوماً؛ فاختيار منتجات الحلاقة المناسبة وروتين العناية المناسب بعد الحلاقة يمكن أن يحوّل التجربة من مزعجة إلى منعشة.
لماذا تتسبب حلاقة الشعر بتهيج البشرة؟
في جوهرها، الحلاقة هي تمرير شفرة حادة على الجلد لإزالة الشعر، ورغم أن الأمر يبدو بسيطاً، إلا أن العملية أكثر قسوة على البشرة مما يظن البعض، فالشفرة لا تقص الشعر فقط، بل تزيل أيضاً جزءاً من الطبقة الخارجية للبشرة، مما يضعف حاجزها الطبيعي. ومع التكرار، قد تستجيب البشرة بالاحمرار أو شعور بالوخز أو الجفاف.
توجد عوامل أخرى تزيد المشكلة سوءاً، فمثلاً شفرات الحلاقة غير الحادة أو ماكينات الحلاقة التي لا تتم صيانتها بشكل دوريتشد الشعر بدلاً من قصه بسلاسة، ما يؤدي إلى تمزقات دقيقة في الجلد، كما أن الحلاقة بعكس اتجاه نمو الشعر تزيد من احتمالية نمو الشعر تحت الجلد، حيث تلتف أطرافه وتعود إلى الداخل، وتزداد هذه المشكلة عند أصحاب الشعر المجعّد أو الكثيف. وتلعب الظروف البيئية مثل الهواء الجاق دوراً مهماً في تهيج البشرة أيضاً.
كما أن نوع البشرة له تأثير واضح، فالبشرة الحساسة تميل إلى رد فعل أقوى تجاه الاحتكاك والمكوّنات الكيميائية، بينما قد تسد بقايا منتجات الحلاقة مسام البشرة الدهنية إذا لم تُنظف جيداً بعد الاستخدام.
ما الدور الذي تلعبه منتجات الحلاقة في تخفيف تهيج البشرة؟
رغم أن الشفرة هي العنصر الأساسي في عملية الحلاقة، إلا أن المنتجات المساندة، مثل الكريمات، والجل، والرغوة، تلعب دوراً حاسماً في تحديد ما إذا كانت التجربة ستنتهي بالراحة أو بالتهيج، فهذه المنتجات تعمل كحاجز واقي، وتمنح البشرة الترطيب، وتساعد الشفرة على الانزلاق بسلاسة على البشرة. وإذا ما أردنا حصر خصائص هذه المستحضرات، فإنها تتلخص في النقاط التالية:
- التزليق: كريم أو جل الحلاقة الجيد يقلل الاحتكاك بين الشفرة والجلد، ما يقي من الخدوش والجروح.
- الترطيب: تليين الشعر بمكوّنات مرطبة يجعله أسهل للقص، ويقلل من الضغط المطلوب على الشفرة.
- الحماية: كثير من التركيبات تحتوي على عناصر مهدئة تساعد على تهدئة البشرة وتخفيف الالتهاب أثناء الحلاقة وبعدها.
إن استخدام منتجات الحلاقة يُعد أكثر أهمية لمن يحلقون بشكل متكرر، إذ إن غياب هذه الطبقة الإضافية من الحماية يجعل البشرة أكثر عرضة للتهيّج والجفاف وربما التلف على المدى الطويل.
كريمات الحلاقة
تظل الكريمات الخيار التقليدي للكثيرين، وعادةً ما يتم توزيعها بالفرشاة أو باليدين لتتحول إلى رغوة غنية تغطي الشعر والبشرة معاً. ومن أبرز مزاياها هو احتواؤها على عناصر مرطبة، حيث تحتوي الكثير من الكريمات على الغليسرين، والزيوت الطبيعية، أو زبدة الشيا، التي توجد أيضاً في العديد من كريمات الجسم، ما يساعد على تغذية البشرة أثناء الحلاقة، كما أن قوامها السميك يوفر طبقة واقية تسمح للشفرة بالانزلاق بسهولة أكبر.
ولأصحاب البشرة الجافة أو الحساسة، تُعد التركيبات الغنية بالألوفيرا أو البابونج خياراً مهدئاً إضافياً، كما تتوافر خيارات خالية من العطور لمن يرغبون في تجنّب المهيجات المحتملة.
جل الحلاقة
حظي جل الحلاقة بشعبية متزايدة لسبب وجيه، فبخلاف الكريمات، غالباً ما يبقى الجل شفافاً، مما يتيح رؤية أدق أثناء الحلاقة، وهذا يجعله خياراً مفضلاً لتحديد ملامح اللحية أو الشارب، أو حتى للمناطق الحساسة حيث تكون الدقة مطلوبة.
عادةً ما يكون الجل أخف قواماً لكنه غني بالترطيب، وكثير من التركيبات تحتوي على مواد جاذبة للرطوبة تساعد على إبقاء البشرة ناعمة، وبعضها الآخر يحتوي على المنثول أو عناصر تبريد تمنح إحساساً منعشاً وتقلل الاحمرار. ومن مزاياه أيضاً أن الكمية المطلوبة منه قليلة لتحقيق الفعالية، ما يجعله أكثر اقتصادية على المدى الطويل.
أفضل روتين عناية بعد الحلاقة للحفاظ على البشرة هادئة ومنتعشة
العناية لا تنتهي بمجرد وضع الشفرة جانباً؛ فمرحلة ما بعد الحلاقة أساسية لتجنّب التهيّج والحفاظ على بشرة ناعمة، إذ تكون البشرة في حالة ضعف بعد الحلاقة بسبب إزالة خلايا سطحية منها بفعل الشفرة، وقد تحتوي على جروح دقيقة غير مرئية.
إن استخدام جل أو كريم بعد الحلاقة يساعد على استعادة التوازن، وينصح بتجنب رش المواد الكحولية التي كانت شائعة في الماضي؛ لأنها قد تتسبب بشعور وخز وتجفف البشرة، لذا تميل المنتجات الحديثة إلى تجنّبها وتستخدم بدلاً منها مكوّنات مهدئة. ابحث عن منتجات تحتوي على الألوفيرا، أو بندق الساحرة "ويتش هازل" (witch hazel)، أو الألانتوين (allantoin)، فكلها معروفة بتهدئة الالتهاب والاحمرار. أما حمض الهيالورونيك فيعيد الترطيب، والزيوت الخفيفة، مثل الجوجوبا أو اللوز، فتغذي البشرة بدون سد المسام.
يمكن أن تمنح الجلّات المبردة راحة فورية، خاصة لمن يعانون من حروق الحلاقة، فالهدف دائماً هو الحفاظ على الرطوبة، وتقليل الاحمرار، وتعزيز الحاجز الطبيعي للبشرة.
اختيار المنتج المناسب لبشرتك
ليست كل الكريمات أو الجلّات متماثلة، واختيار الأنسب يعتمد على احتياجات بشرتك:
- البشرة الحساسة: الأفضل استخدام تركيبات خالية من العطور، وغنية بالألوفيرا أو البابونج أو خلاصة الشوفان. وتجنّب الكحول والمكوّنات القاسية على البشرة.
- البشرة الجافة: تناسبها الكريمات الغنية بزبدة الشيا، أو زيت جوز الهند، أو الغليسرين، وتمنحها ترطيباً عميقاً.
- البشرة الدهنية أو المعرّضة لحب الشباب: الجل الخفيف بمكوّنات غير مسببة لانسداد المسام، مع عناصر مضادة للبكتيريا مثل زيت شجرة الشاي، يساعد على منع ظهور الحبوب.
- البشرة العادية: يتمتع أصحاب البشرة العادية بمرونة أكبر عند اختيار مستحضرات الحلاقة، لكن المنتجات المتوازنة التي تجمع بين الترطيب والتهدئة تظل الأكثر فائدة.
نصائح حلاقة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً
حتى مع اختيار أفضل منتجات الحلاقة، تبقى طريقة استخدام الشفرة وروتين ما قبل وبعد الحلاقة عوامل مهمة لتجنب تهيج البشرة. ابدأ دائماً ببشرة نظيفة ودافئة ومرطبة، فالحرارة تليّن الشعر، والماء يقلل من مقاومة الشفرة. استبدل الشفرات بانتظام لتجنّب فقدان حدّتها، واحلق في اتجاه نمو الشعر لتقليل التهيّج. بعد الحلاقة، اغسل المنطقة بماء بارد لإغلاق المسام، وجفف البشرة بالتربيت عليها بلطف بدلاً من الفرك.